بدأ الصحفي محمد عبد الظاهر، وهو باحث متخصص في الإعلام وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، في وضع عدة أبحاث حول صحافة الذكاء الاصطناعي 2121 الذي جاء نتاج بعض من مقالاته ومناقشاته السابقة.
صحافة الذكاء الاصطناعي 2121
يقول عبد الظاهر، إن صحافة الذكاء الاصطناعي 2121 هي حقبة جديدة من تطور الاعلام وارتباطه بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، حيث تسعى وسائل الإعلام إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة على أكمل وجه، من حيث: الاعتماد على أحدث الأقمار الاصطناعية التي تخترق سرعة الأنترنت فيها إلى ما بعد ألف ميجابايت، واستعمال كاميرات تصوير 3D بصورة فائقة وأوضح وأشمل من رؤية العين المجردة.
علاوة على آلاف الروبوت الذين يغطون الأحداث في الأماكن الأكثر خطورة، والتي يعصب على الإنسان الوصول إليها مثل : مناطق الحروب، الحرائق، قاع البحار، في الفضاء، فوق ناطحات السحاب. فهذه هي حقبة صحافة الذكاء الاصطناعي.
وأضاف عبد الظاهر ”غدا سوف نجد نشرات إخبارية تُدار بشكل كامل بدون تدخل بشري، حيث يقوم الروبوت بنقل الحدث، وهو من يصور باستعمال أحدث تقنيات نقل الصوت والصورة، وهو من يحاور في الأستديو، يُقدم ويُحلل، ويُكتب عناوين إخبارية على الشاشات، بل ويعلق كمترجم فوري على الضيوف بلغات مختلفة.
صحافة الذكاء الاصطناعي2121 وتطور الإعلام
وأكد محمد عبد الظاهر على أن: ”صحافة الذكاء الاصطناعي 2121“سوف تخلق ثورة جديدة في صناعة الإعلام، حيث لا حدود جغرافية، ولا قانونية، ولا قيود تضعها الحكومات على حرية نقل الخبر، أو الوصول إلى المعلومات، المنافسة قوية للغاية، والرابح في السباق من يقتنص تلك الفرص ويستحوذ على أحدث التقنيات الحديثة ويقوم بدمجها في صناعة الإعلام.
وللأسف سوف تتحول دول العالم الثالث إلى سوق مخترقة من كافة تلك القنوات والتقنيات الحديثة وصولا لمعلومات سيادية من قبل وسائل الإعلام وصحافة الذكاء الاصطناعي، ونوه إلى أن في ظلها لا مجال لقمع ثورات الشعوب، أو التغطيات على الكوارث والحوادث في بعض الدول، فهناك أقمار صناعية وجحافل إعلامية “روبوت” جاهزة في أي وقت، تصل لأي مكان.
متوقعًا أن يصل حجم الانفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى حوالي 1 تريليون دولار في عام 2030، خاصة وأن أكبر الشركات في العالم تضخ ملايين الدولارات في استثمارات في هذا المجال.
ولا عجب أنه خلال السنوات الخمس القادمة سوف يتم ادراج النمو في معدلات الذكاء الاصطناعي كمؤشر ضمن مؤشرات نمو الاقتصادي العالمي، وكذلك نصيب الفرد من تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، جنبا إلى جنب مع معدلات الدخل القومي، والناتج الإجمالي المحلي، وحجم التضخم، وغيرها من المؤشرات التي تقيس قوة الدولة اقتصاديا، وكلها مؤشرات تدعم بقوة نموها، وأخيرا أشار إلى أن ”صحافة الذكاء الاصطناعي 2121“هي مستقبل الإعلام ويجب أن تعي دول العالم الدور الذي يمكن أن تقوم به الثورة الصناعية الرابعة في تمكينها من تلك الصناعة.
يُذكر أن محمد عبد الظاهر عمل صحفيًا في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، ومدربًا إعلاميًا في هيئة الأمم المتحدة، وصولًا لرئيس تحرير بمؤسسة “تومسون رويترز” البريطانية.
